الجرثومة البوابية الحلزونية في التناذرات الالتهابية القرحية
تم اكتشاف
الجرثومة البوابية الحلزونية من قبل الطبيب مارشال عام 1984وبدأ تحري
الجرثومة من خلال خزعة بوابية مباشرة 1997وصار هذا الاستقصاء الهام روتينيا
في كل تنظير هضمي علوي عام 2000
وهذا ما
أتاح دراسة هذه الجرثومة وأهميتها في إثارة الالتهاب المعدي وتكون القرحة
الهضمية والتحول الى سرطان معدي أو لمفوما ومن خلال أخذ الخزعة في كل تنظير
هضمي علوي اتضح أن نسبة الاصابة بالجرثومة الحلزونية تصل الى 68%
وتم تطبيق معالجة رباعية بشكل دقيق على الشكل التالي:
1-أملاح البزموت :6غرامات يوميا صباحا على الريق لمدة 10 ايام
2-ايزومبيرازول أو بانتوبرازول من 20-40ملغ يوميا لمدة لا تقل عن 15 يوم
3-كلاريثرومايسين غرام يوميا لمدة 5-7 ايام
4- مترونيدازول 750ملغ يوميا لمدة اسبوع ويعاد استعماله بعد اسبوعين
وتم الحصول على نتائج ايجابية في ازالة الجرثومة بنسبة 92%
وأهم ما
تبين في هذه المعالجة هو التأثير الواضح لمركب البزموت في تقطيع وتفتيت
الجرثومة من خلال المراقبة بمجهر الكتروني بعد ساعتين من إعطاء الدواء مع
العلم أن البزموت استخدم في معالجة القرحة والتهاب المعدة منذ اكثر من
خمسين عاما دون أن تعرف آليته الفعالة وثمة اعتراض على استعمال البزموت
بسبب آثاره الجانبية الشديدة في الجهاز العصبي وتبين ان هذا التاثير يحدث
عند:
1-إعطاء البزموت بقادير كبيرة لمدة طويلة
2-إعطاء البزموت مع مواد تسهل امتصاصه من الامعاء كالسوربيتول مما يزيد نفوذه للدم ويحدث تأثيرا مؤذيا للجهاز العصبي
أما عند
استعماله بقادير محدودة لا تتجاوز 6 غرام يوميا ولفترة محدودة لا تتجاوز 10
أيام لم تحصل تأثيرات جانبية ولوحظ ان نسبة الشفاء بالمعالجة الرباعية
المتضمنة للبزموت تصل الى 92% ولا تتعدى81% اذا اقتصرت على مضاد حيوي مع
دواء معدل للحموضة
ومنذ
اعتماد طريقة المعالجة للقرحة بالقضاء على الجرثومة الحلزونية حصلت نسبة
شفاء عالية مع ندرة النكس وتراجعا تدريجيا في الاصابات القرحية في المعدة و
الاثني عشري ولكن المريض المصاب معرض للنكس في حالات الصدمات النفسية
والانفعالات الشديدة والتعرض للبرد وتجاهل شروط الحمية من الابتعاد عن
الحوامض و البهارات والمنبهات.
إن اكتشاف
الجرثومة البوابية الحلزونية من أهم فتوح الطب في القرن العشرين فقد اتضح
أن أسباب القرحة من أسباب تحسسية أو نظرية عصبية أو نظرية هرمونية هي عناصر
مطلقة وأن العنصر المهيىء الاساسي هو وجود الجرثومة ولقد تم منح جائزة
نوبل في الطب عام 2005 للطبيبين مارشال ووارن مكتشفي الجرثومة في مخابر
ومستشفيات استراليا باعتبار انه اهم اكتشاف في تاريخ اختصاص أمراض الهضم.